الأربعاء، 3 مايو 2017

رمضان زمان ودلوقتى


ما اجملك ياشهر الصيام لى معك ذكريات لا تمحى من الذاكرة مهما طال العمر...من 60 سنه لم يظهر التليفزيون فى مصر وكان الراديو هو سيد الموقف ببرامجه الرائعة التى أنطبعت فى الذهن والوجدان وعندما تذاع بالصدفة تشعر يأنك تحلق فى عالم نقى جميل

كنا نستمتع بالراديو لأنه الوسيلة الوحيده وقبل رمضان يزدحم محل الكهربائى لاصلاح الراديوهات والكل على امل ان يستلم جهازه قبل رمضان والراديو ممكن ان يكون عطلان من شهرين ثلاثة ولكن فى رمضان لا غنى عنه.. له مكانته اللائقة فى منزل الأسرة المصرية فيوضع على رف مرتفع وكذلك فى القهوة كان فوق رأس المعلم مباشرة.. والمصريين سعداء بالأذاعة فى رمضان فمن خلالها يفطرون على اذان الشيخ محمد رفعت ومن قبله حديث الصيام للشيخ شلتوت شيخ الجامع الأزهر او الباقورى وكنا سعداء بالمسلسل الواحد والفزوره الواحده التى كان يكتبها بيرم التونسى ثم من بعده صلاح جاهين والتى تقدمها امال فهمى اما حلقات الف ليله وليله تحكيها شهر زاد الأذاعة  الفنانه زوزو نبيل بصوتها الأنثوى الدافئ ومعها عبد الرحيم الزرقانى قمة المتعه والخيال استمرت على مدى 35 سنه بجمالها عندما أذيعت فى التليفزيون فقدت رونقها وحلاوتها ..التليفزيون دخل مصر فى عام 1960

الأذاعة فى حياة الشعب المصرى تمثل الكثير فمن خلالها عرفنا بأنقلاب 23 يوليه 1952 ومن خلالها ايضا تابعنا هزيمة 1967 وسمعنا منها خطاب التنحى لجمال عبد الناصر وأسعدتنا كل خميس بحفله معاده لأم كلثوم وحفلة جديده كل شهر واستمعنا من خلالها لعباقرة الأذاعة مثل حافظ عبد الوهاب وفكرى أباظه وفهمى عمر وصفية المهندس وغيرهم..واستمعنا للصورالغنائية وحفظناها عن ظهر قلب مثل عواد باع ارضه والسلطانية والدندرمه ..فى الأرياف الأغنياء كانوا يضعون الراديو امام منازلهم ليلتف حوله الفقراء ليستمتعوا ببرامجه الرمضانية .. أما فى السحور كان يذاع برنامج احسن القصص عن سيرة الأنبياء والصالحين ثم تستمع للتواشيح الدينية للشيخ الفيومى والبنا والشيخ على محمود وبطانته بأصوات شجية تدمع لها العين ثم يأت المسحراتى بصوت سيد مكاوى وكلمات سمير حداد ليقفل قفلته الشهيرة
رمضااااان كرييييم
رمضان زمان (2)

تستعد الحوارى والأزقة فى المناطق الشعبية لشهر رمضان بتعليق الأعلام والزينات  وكان العلم الأخضر ذو الهلال والثلاثة نجوم هو الغالب على كل الزينات لسنين طويله بالرغم من  تغييرشكله بواسطة العسكرفى عام 1954 وظل العلم الأحمر العثمانلى  ذو الهلال والنجمة مرافقا له وتنشط الجهود لتهيئة المساجد من فرش وتنظيف وترميم ويعرض ياميش رمضان فى المحلات وجميع أصنافه مستورده عدا البلح الأبريمى وكانت اسعاره فى متناول الجميع وتوزع فوترة رمضان ( فوتره تعنى الياميش بلغة ذلك الوقت) على الفقراء واتذكر بأن أحد الأثرياء فى المنطقة الشعبية التى ولدت بها كان يذبح عجل يوميا ويقوم بتوزيعه بنفسه على جميع اهل حتته الغنى منهم والفقير .. الحاره المصرية كانت مشهورة بالفتوات والأشقياء وعندما يأتى رمضان يطلقون اللحى ويحملون المسابح ويرتادون المساجد ولا تحدث اى سرقة طوال الشهر فالحرامية كان عندهم دم ويخافون حرمة هذا الشهر وكان مأذون الحى يغلق باب مكتبه طوال الشهر فلا زواج ولا طلاق فى رمضان تذكرت وانا فى الحج شاهدت رجل  عربى يرمى يمين الطلاق على زوجته وهما بملابس الأحرام فقلت مصر بخير بأزهرها ومسلميها

كان رمضان حلم الأطفال ويستعدون له بالفوانيس ذات الشمعة وليست بالفوانيس الصينى ذات البطارية والزمبلك وبعد ان نمر على البيوت بوحوى ياوحوى ايوحه نبدأ اللعب حتى ميعاد السحور .. اتذكر اول سنه صمت فيها نصف يوم وأنا فى الخامسة من عمرى ثم بدأت الصيام الحقيقى وبدون غش والأكل المستتر تحت السرير كان فى الثامنه .. سمعت أمى وهى تضحك مع جارتها ام عمر .. عمر صايم ولا زى ولادنا نصف يوم فقالت لها هو بيقول انه صايم وبيفطر من ورايا وعامله نفسى مش واخده بالى .. امى : لسه صغيرين لما يكبروا شويه نبقى نشد عليهم .. هكذا كانت امهاتنا رحم الله الجميع

ليلة الرؤية


موكب الرؤية لدي المصريين ايام المماليك وعصر الدوله العثمانية  لم يقتصر علي رؤية الثُقاة للهلال، وإعلان بدء الشهر ووجوب الصيام، بل كان موكبا «ينطلق بعد العصر يوم التاسع والعشرين من شعبان، من موضع ذى دلالة مثل بيت القاضي، أو الساحة المواجهة للمسجد الجامع ويجتاز شوارع المدينة الرئيسية، وأسواقها إلي أن يصل إلي مكان معين، وينتهي عند المغرب بإعلان نتيجة الاستطلاع، فإذا كان غُرّة رمضان تبادل الناس التهاني وسارعوا للاستعداد لاستقباله». واكتسب الموكب عبر العصور طابعا رسميا، وأصبحت له ثلاثة مستويات، «الأول: استعراض عسكرى بالزي الرسمي، وكوكبة من الخيالة تمشي خببا، تليها موسيقات نظامية تعزف المارشات، والمستوي الثاني للطوائف والطرق الصوفية بأعلامها وبيارقها المتمايزة وألوانها الزاهية، مع الذكر والتفقير فى أثناء المسير، والمستوي الثالث لأرباب المهن والحرفيين التقليديين يزاولون مهنهم علي عربات الكارو ويستخدمون أدوات ضخمة لإضفاء الفكاهة علي المشهد، ويبتكرون المشاهد الساخرة، ويلحق بهم المقلدون والمتنكرون لإثارة المرح والدعابة.

وأطرف وصف للموكب كتبه رحالة تركي زار مصر أواخر القرن السابع عشر وذكر أنهم أطلقوا علي موكب الرؤية «عيد النسوان» لأن النساء كن يعتبرنه ليلتهن، فلابد أن يتفرجن علي الموكب، حتي أن بعضهن اشترطن في وثيقة الزواج الخروج للاحتفاء بليلة الرؤية، وكن يقمن قبل أسبوع باستئجار الحوانيت في الأسواق السلطانية، أو يذهبن إلي بيوت معارفهن المطلة علي مسار الموكب .
ظلت هذه الأحتفالات تتناقص شيئا فشيئا بعد أن اصبح التقويم الفلكى يأخذ به فى كثير من الدول العربية بدلا من الرؤية الشرعية بالنظر وكان جمال عبد الناصر على خلاف مع السعودية فى الستينات من القرن الماضى  نتيجة حرب اليمن فكان يأمر بالصيام لو السعودية أفطرت ونفطر لو السعودية صامت وكان يطلق على ملوك العرب بالرجعية العربية وجائت علينا سنه من السنين كنا صائمين فى مصر وسائر الدول العربية تحتفل بعيد الفطر


شاهدت ليلة الرؤية وأنا صبى يافع وحملت علم مع مشايخ الصوفية وسرت فى زفة بالدفوف والطبول من جامع طولون حتى جامع السيده ومنها إلى حارتنا حيث تناولنا اول سحور لرمضان فى بيت المعلم مرسى فتوة الحارة الذى كان يتقدم الموكب وهو يركب حصان ابيض عليه حلة خضراء ويحمل نبوته بيد ويسند طفل صغير يركب أمامه باليد الأخرى وهو فى الغالب أصغر ابنائه من فواكه عروسته الجديده ذات الجمال المصرى الصميم وبنت أكبر عربجى فى قلعة الكبش .. هكذا كانت احتفالات المصريين بليلة الركوبه أو ليلة الرؤيه أو عيد النسوان .. وياجمالك يامصر

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...