نظرت
زوجة المليونير بتأمل على عشه مقامه أمام قصرها الريفى بها زوجين وأولادهما لا
يملكان من حطام الدنيا شيئاً ومدى السعادة والفرح والرقص والطبل فى كل مساء فنادت
على زوجها المكتئب الجالس خلف مكتبه وفى يده الألة الحاسبه يدون عليها أسعار
الأسهم فى البورصه صعودا وهبوطا وهو لا يبطل صريخ فى الموبايل
- شايف
يارشدى السعاده والفرحة على وجوه الناس دى رغم فقرهم
- أهمه
دولت اللى بيزعجوننى فى الليل بطبلهم وزمرهم ..
- شايف
الست مرات الرجل وهى تتمايل طربا وكأنها ملكت الدنيا ومافيها .. عارف الست دى بتصحى
فى الفجر وتذهب لقطع البوص من البركة القريبه وتحمله على رأسها للعشه ثم تقوم بأفطار
زوجها وأولادها ثم تصطحبهم للمدارس التى تبعد عن هنا لايقل عن ساعه سيرا على
الأقدام يكون زوجها قد قام بتقطيع البوص وشقه وقام بعمل زمامير للأطفال وغلال
وأسبته ثم تعود زوجته لتساعده فى عمله الذى ينتهى عند العصر فيحمل بضاعته ويذهب
ليسلمها إلى التاجر فى المركز ثم يعود على المغرب وهو يحمل لبيته الطعام فيلتفوا
جميعا حوله ويأكلون وبالشاى يحبسون وتبدأ سهرتهم البسيطة بعد صلاة العشاء فيغنون
بصوت شجى ويعزف لهم الأب أجمل النغمات على الأرغون.. أنهم لا يملكون الملايين
مثلنا ولكن السعاده تطل من أعينهم
-
يازوجتى العزيزه المال الكثير له همومه ومن أمتلكه زادت مشاغله وكثر خوفه وسأثبت
لك ذلك بالدليل العملى
( طلب من
الخادم أن يطلب من الرجل الموجود فى العشه أن يحضر للقصر لأمر هام .. وحضر الرجل
وهو فى حيره وتوجس أمام المليونير وزوجته )
رشدى : زوجتى
رصدت أحوال معيشتك من شرفتها فتأثرت بأحوالكم وطلبت منى مساعدتكم بالمال ( ثم فتح
خزانته وأخرج منها 5000 جنيه وأعطاها للرجل المسكين قال الرجل وهو ينظر للمال متعجبا : الفلوس دى كتير قوى ياباشا اعمل بيها أيه ..اعمل بيها اللى نفسك فيه تاجر بيهم ابنى عشتك ..عيش زى البنى آدمين.. رزق وجالك ترفضه
-يعود
الرجل إلى عشته ويضع الفلوس امام زوجته ويحكى لها ماحصل فتفرح وتقبله فى رأسه وهى تشكر وتحمده على
عطاياه
قال لها
بعد ان ذهبت الفرحة وجائت الفكره : فكرت ياصبريه حنعمل ايه بالفلوس دي
صبريه : فكرت
ياصابر نشترى كتاكيت اربيهم وانت تجيب لك كام خروف على نعجة تسرح بيهم والكتاكيت
تكبر وتبقى فراخ وتبيض ونبيع الديوك والبيض فى السوق وخرفانك على معيزك على نعاجك
تكبر وتخلف وتبيع الكبارمنهم وتشترى خرفان
ومعيز صغيره وتكتر وتكتر لحد مانلاقيش مكان ننام فيه
وفى
اليوم التالى لم تصحو صبرية فى الفجر لقطع البوص ولم يذهب الأولاد للمدارس ويعود
صابر وصبرية للجلوس فى ظل شجرة بجوار العشه ويضعون الفلوس امامهم
صبريه :
انا مانمتش امبارح ياصابر .. وانا كمان ياصبريه
صابر :كنت
بأفكر فى مشروع تانى غير الفراخ والبيض والكتاكيت والمعيز والخرفان .. انا بقول
أشترى مركب صيد وشبك ونسكن قرب البحيره ونطلع كل يوم نصطاد من البحيرة ولما الفلوس
تيجى من بيع السمك نشترى ماتور علشان نقدر نصطاد من البحر وربنا لما يفتحها علينا
أكثر نعمل وكاله لتجارة السمك انت تقعدى فيها ومحلات لبيع مستلزمات الصيد
ومضى
اليوم الثانى بدون طبل ولا زمر فيضاحك رشدى زوجته وهو يقول : مش حتسمعى صوتهم تانى
الفلوس دخلت من الباب فهربت السعاده من الشباك
تمر عشرة
ايام ويسمع صوت الطبل والزمر فيجرى الزوجان إلى الشرفه السيده فرحانه والمليونير
سيجن فقد سقطت نظريته عن السعاده
الخادم يطرق على باب الغرفه وهو يحمل لفافه : عم صابر جاب الفلوس دى وبيقولك عمر ماكانت الفلوس تجيب راحة البال ..الفقر مع
السعاده أحسن مليون مره من الغنى مع التعاسه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق