إلى الذين ينادون بمنع أستخدام مكبرات الصوت فى الأِذان والصلاة أسوق لكم هذه الحكاية التى حدثت معى شخصيا أثناء العمل فى مدينة البويطى فى ينايرعام 1982 بالواحات البحرية التى تبعد عن القاهرة حوالى 500 كيلومتر فبعد خروجنا بعد أداء صلاة المغرب جلس رجل أوروبى من السياح على سلالم المسجد يضع يديه فوق رأسه وهو يؤذن بلكنته الأوروبيه وهو فى حالة أنتعاش فوقف العديد من المصلين حوله وهم يتعجبون فمنهم من قال بأنه مجنون والبعض قال بأنه سكران وأخرين قالوا بأنهم شاهدوه يتجول فى منطقة الأثار الفرعونيه كنا نرتدى الزى العسكرى لوجودنا فى مهمه داخل بحر الرمال الأعظم فقمنا بفض التجمهر حول الرجل وطلبنا منه الحضور ليشرب معنا الشاى بالأستراحة سعد بنا الرجل وأطمئن لنا وقمنا بعمل واجب الضيافه معه وهو يبتسم وحاولنا التحدث معه بالأنجليزية فكانت أنجليزيته ضعيفه مثلنا وأقترح أحد الضباط أن نحضر عم سيد عسران الترجمان ليتفاهم معه وكان الحديث بينهم على النحو التالى
عسران : اسمك أيه ومن منين من ألمانيا وبتشتغل أيه
قال : أنا أسمى كارلوس بتتشاجن مهندس ورسام صناعى للمعدات والأجهزة
- لماذا كنت تجلس على سلالم الجامع
كارلوس : سمعت صوت الأذان فبكيت وحاولت أن أدخل مع الداخلين فمنعنى الحارس فجلست على باب المسجد أسمع صوت الشيخ وهو يصلى والناس تسجد وتركع من ورائه هذا المشهد أسرنى وهز كل مشاعرى
- هل تعلم شيئا عن الأسلام ياكارلوس
- قال نعم فقد قرأت كتب توزعها السفاره السعودية بالمجان عن القرآن والشريعة الأسلامية فقررت أن أذهب إلى السعودية وإلى مكه والمدينة ولكنهم قالوا لى بأن المدينتين ممنوع دخولوهم لغير المسلمين وقال لى بعض الأصدقاء أن أذهب إلى مصر وأقضى بها أجازتك وتعرف فيها على الأسلام فشعبها ودود طيب.. أنا حضرت مع فوج سياحى ونزلنا فى الفندق القريب من المسجد وكنت أسمع من شرفتى الأذان الجميل وصوت القرأن قبل الفجر .. أنى لا أفهم من العربية غير ثلاثة كلمات وهى السلام عليكم وشكرا وهات بكشيش ولكنى لا أستطيع أن أقاوم صوت الأذان والقرآن
( أتفقت مع أحد الزملاء الذى يجيد التلاوة والأذان أن يجلس فى غرفه مجاوره ويقرأ القرآن ويؤذن بعده ) قطع كارلوس الحديث معنا وترك كوب الشاى وهب واقفا عندما سمع القرآن وسأل المترجم هل هذا الصوت يأتى من الأذاعة أو من شخص يقرأ فقال له أنه شخص يقرأ القرآن فطلب أن يجلس معه .. أول مره فى حياتى أشاهد تأثير القرآن والأذان على غير المسلمين بهذا الشكل المذهل .. وأعلن كارلوس أسلامه فى هذه الليله وفى صباح اليوم التالى أرسل كارلوس مع شيخ الجامع إلى القاهرة ليشهر أسلامه فى الأزهر بعد موافقة القنصلية الألمانية
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )
صدق الله العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق