محاربات الأمازون
هل هى حقيقة أو أسطوره
تصوري
عزيزتي القارئة أن تعيشي في مجتمع كل أفراده من بني جنسك , أي النساء فقط , مجتمع
لا مكان فيه لأخ يتحكم فيك و يصرخ عليك لأتفه الأسباب و لا لزوج ينكد عليك عيشك
لأن الطعام لم يعجبه أو لأنك اشتريت شيئا ما أرهق جيبه النحيل و استفز طبعه البخيل
, و تصوري أنك في منتهى الشجاعة لا تهابين أي شيء و لديك من القوة ما يجعل أتخن شنب
ينحني لك خوفا و وجلا . لا بل الأدهى من ذلك هو انك محاربة باسلة تغزين مدن الرجال
فتأسرين من يعجبك منهم ، مثل مهند أو عمرو دياب أو كاظم الساهر , و تجعليه عبدا
عندك يطيعك في كل ما تأمرين .. ربما تتساءلين سيدتي هل هذا خيال ؟ ربما يكون كذلك
, لكن اسمحي لي قبل ان ينكد احد الرجال هذا الحلم عليك , أن أقص عليك أسطورة رواها
القدماء عن قبيلة تدعى الأمازون كان جميع أفرادها من النساء
المحاربات
اللواتي لم يخضعن لرجل في حياتهن بل طالما هزموه و مسحوا به الأرض.
الامازونیات نساء جمیلات حسناوات عرف عنهن بغضهان الشدید للرجالی الی درجه انتهن کن یقتلن أطفالهن إذا ولدوا ذكورا , كانت مملكتهن للنساء فقط و ويل لعاثر الحظ من الرجال إذا قادته خطاه إلى دخول حرم أرضهن فهو ملاقي حتفه لا محالة فالأمازونيات محاربات باسلات و فارسات ماجدات لا يشق لهن غبار برعن في الرماية فلا تخطيء نبالهن و لا تحيد عن قلوب الرجال لتقتلعها و تدميها أما رماحهن الطويلة فتحمل علقما و موتا زؤاما في ساحات الوغى و النضال تخر أمامها عزائم الشجعان و تفر منها جموع بني آدم و تصير شذر مذر كما ان فؤوسهن ماضيات ذات نصلين تحصد الهامات كما يحصد المنجل سنابل القمح في الحقول. و قد وردت في كتب و ألواح المؤرخون الإغريق القدماء الكثير من الأساطير عن الأمازونيات فذكروا إنهن أول من روض الخيل و امتطاها من بني البشر , و أنهن خضن عدة حروب ضد أثينا و غيرها من المدن الإغريقية القديمة , و قد اختلفوا حول مكان مملكتهن , فذكر بعضهم أنها تقع في الأناضول إلى الجنوب من البحر الأسود و أن كلمة "أمازون" معناها "بدون رجُل" في الإغريقية القديمة , فيما زعم فريق آخر بأن ارض الأمازون تقع إلى الشمال في أوكرانيا هناك أيضا من قال بأن مملكة الأمازون تقع في شمال أفريقيا و زعم بأن اسمها
مشتق من
كلمة "امازيغ" أي أقوام البربر الذي استوطنوا تلك الأصقاع منذ فجر
التاريخ. و رغم اختلاف المؤرخين حول مكان مملكة الأمازون إلا أنهم اتفقوا على أنها
كانت مملكة واسعة تتكون من عدة مدن ذكروها بالاسم و أن ملكة الأمازونيات كانت
فائقة الحسن و الجمال و غاية في الشجاعة و الإقدام , لكن نقطة ضعف الأمازونيات
الوحيدة و الأمر الوحيد الذي يحتجن إلى الرجال فيه كان الجماع و التكاثر و ذلك كي
لا تقل أعدادهن و ينقرضن , و لهذا السبب و لمرة واحدة في السنة و كانت الأمازونيات
البالغات يذهبن في رحلة جماعية إلى إحدى المدن الواقعة عند حدود مملكتهن فيضعن
أسلحتهن جانبا ثم تنصب كل واحدة منهن خيمة و يتربصن حتى يأتي إليهن رجال تلك
المناطق ممن يعلمون قصتهن و مسلكهن فيضاجعونهن ليوم و ليلة واحدة فقط , و هذا
اليوم اليتيم خلال السنة كان هو يوم السلم الوحيد بين الأمازونيات و معشر الرجال
أما في سواه فلم يكن هناك شيء في الدنيا أحب إلى قلب الأمازونية من إذلال الرجل و
قتله. و عند عودة الأمازونيات من رحلة التكاثر السنوية كانت الحوامل منهن ينتظرن
بفارغ الصبر حتى يلدن ليرين ما أنجبت بطونهن و ويل للمولود إذا كان ذكرا لأن
المسكين كان يقتل فورا أو يترك في البرية ليموت جوعا و تلتهمه الحيوانات المفترسة
. و في ، أحيان نادرة قد يكور في قلب الأم
ذرة من الرحمة فتحمل مولودها الذكر لتتركه عند مشارف إحدى البلدات أو المدن
الإغريقية ليلتقطه سكانها و يربوه. أما إذا كان المولود أنثى فكانت تستقبل
بالحفاوة و التبريك , و تبدأ الأم بتعليم ابنتها فنون القتال و الكر و الفر منذ
نعومة أظفارها كما تقوم بقطع ثديها
الأيمن
أو تكويه بالنار حتى لا ينمو و ذلك لكي لا يعيقها مستقبلا عند استعمال قوس الرماية
و غيره من الأسلحة كما أن الأمازونيات اعتقدن بأن قطع أو كي الثدي الأيمن سيقوي
بالمقابل الذراع و الساعد الأيمن. إضافة إلى شجاعتهن و صلابتهن فقد عرف عن
الأمازونيات أيضا صبرهن و شدة جلدهن . و من عجائب ما ذكره المؤرخون الإغريق حول
قدرة التحمل لديهن هو أن الأمازونية بإمكانها
عند
الضرورة البقاء فوق صهوة جوادها لعدة أيام بدون أن تترجل و خلال هذه المدة يكون
غذائها و شرابها الوحيد هو دماء الحصان الذي تمتطيه عن طريق
جرح صغير
تشقه في رقبة الحيوان و تمص الدم منه.
رغم كل ما ذكره القدماء حول قسوة الأمازونيات و كرههن الأعمى لجنس الرجال
لكن ذلك لم يمنع من أن تقع بعضهن صريعات سهام العشق و الهوى , ففي بعض الروايات
ذكروا أن الأمازونيات في غزواتهن و حروبهن كن يقتلن جميع الأسرى من الرجال لكن
أحيانا كان البعض من الشباب يستثنون من القتل لكي يكونوا عبيدا , و كان العبد من
الرجال يؤخذ إلى مملكة الأمازون ليقوم بالأعمال المنزلية كالطبخ و التنظيف في بيت
سيدته كما كان عليه أحيانا أن يكون شريكها في الفراش سواء برضاه أو تقوم باغتصابه
عنوة!. و من قصص عشق الأمازونيات أيضا ما ذكرته إحدى الأساطير الإغريقية في أن
ملكة الأمازونيات (هيبوليتا) أحبت بطلا إغريقيا و هربت معه إلى أثينا حيث تزوجا و
أنجبت منه طفلا و قد كان هروبها و زواجها سببا فى حرب مدمرة نشبت بين الأمازونيات
و سكان مدينة أثينا الإغريقية. و في ملحمة الإلياذة هناك أيضا ذكر للأمازونيات تحت
اسم "النسوة اللاتي يحاربن كالرجال" إذ تروي الملحمة أنهن قاتلن مع جيش
طروادة ضد الإغريق و أن البطل أخيل وقع في حب ملكتهن. أما في أسطورة هرقل الإغريقي
فقد كانت مهمته التاسعة هي سرقة حزام ملكة الأمازون السحري و قد استقبلته
الأمازونيات بحفاوة كبيرة نظرا لما تناهى إلى سمعهن من قصص عن شجاعته الكبيرة و
مغامراته الخارقة , لكن هرقل مثله مثل بقية الرجال قابل حفاوة الأمازونيات بالغدر فقتل ملکتهن و
سرقی حزامها ثم فر هاربا.
نظرية
أخرى اعتقدت أن طبقة الكاهنات في المعابد هي المصدر الأصلي لأسطورة الأمازونيات
فقد كانت هذه الطبقة تشكل مجتمع نسوي خاص له طقوسه و قوانينه بعيدا عن سيطرة و
هيمنة الرجل ,
أما المؤرخ الإغريقي التشهير هيرودوت قد أسهب قي حديثه عن
الأمازونيات و تكر عنهن قصة طريفة يمكن تلخيصها في أن الإغريق خاضوا حربا شرسة ضد الأمازونيات
حتى هزموهن و قتلوا و اسروا الكتير متهن . و قد حملوا أسيراتهم قي ثلاث سفن أبحرت بهن
إلى أثينا ولكن خلال الرحلة البحرية تمكنت الأمازونيات الأسيرات من فك وثاقهن و قمن
بقتل جميع البحارة الإغريق تم قدن السفن علی عیر هدی حتى رست بهم على شواطئ روسیا الجنوبیة
و قد تصادف وصول إلى تلك البقعة التائية مجموعة من التشيكي الافسكيين الذين كانوا قي
رحلة صيد فوقع بين الفريقين قتال عنيف . إلا أن الاسكيتيين سرعان
ما اكتشفوا أن أعدائهم ليسوا سوى نساء لذلك أنسحبوا من المعركة و عوضا عن القتال أخذوا
يتوددون إلى الأمازونيات و يتعاملون معهن برقة ولطف حتی روضوهن تم اتخاذوهن زوجات و
وأصبحن شریکات لهم فی کل شيئ حتى القتال و لهذا تشتهر الاسكيتيين بين الأمم القديمة
بأن نسائهن محاربات ياسلات يقاتلن مع الرجل قي ساحة الوغى
و أيا
كان أصل أسطورة الأمازونيات فلابد ان نذكر بأن هناك الكثير من الأشياء التي تحمل
اسم "أمازون" في عصرنا الحالي ربما يكون أشهرها هو نهر الأمازون و
الغابات المحيطة به في البرازيل و قد سمي كذلك لأن مكتشفه الاسباني فرانشسكو دي
اوريلانا عندما وصل إلى ما يعرف اليوم بحوض نهر الأمازون عام 1542 للميلاد زعم
بأنه شاهد في الأدغال القريبة من النهر مجموعة من النساء المحاربات فتبادر إلى
ذهنه إنهن محاربات الأمازون اللواتي ذكرتهن الأساطير الإغريقية و لهذا السبب أطلق
على النهر و الغابات المطرية المحيطة به اسم "الأمازون" و لكن اغلب الظن
أن ما شاهده فراشسكو في الأدغال لم يكن سوى مجموعة من رجال الهنود الحمر و لكن
بسبب
طول
شعرهم و عدم نمو الشعر على وجوههم و أجسادهم لربما ظن أنهم نساء.
أسطورة
المحاربات الأمازونيات تم اقتباسها في السينما و التلفزيون و اغلبنا يتذكر مسلسل
المحاربة زينا (Xena) التي عرض في التسعينات و
اكتسب شهرة واسعة و الذي يدور حول قصة أميرة محاربة قديمة تخوض المغامرات
الأسطورية و تعمل من اجل الخير , و هناك أيضا العديد من الأفلام السينمائية حول
موضوع المحاربات الأمازونيات و لكن اغلبها مع الأسف يدور في فلك أفلام الإثارة و
الإغراء و الإباحية , فرغم أن محاربات الأمازون اشتهرن بقسوة قلبهن و تعطشهن لدماء
الرجال إلا إن فكرة وجود مجتمع من النساء الحسناوات اللواتى يرتدين ملابس القتال
القديمة التي تكشف من الجسد أكثر مما تخفي طالما دغدغت مشاعر الرجال و حملتهم إلى
خيالات و أوهام ربما تكون بعيدة كل البعد عن الأسطورة الحقيقية
في الكاميرون
تقوم
الأمهات بكي و تشويه أثداء بناتهن منذ الطفولة لكي يجعلنهن اقل جاذبية بالنسبة
للرجل و ذلك حتى لا يتعرضن للاغتصاب أو يتم تزويجهن في صغرهن . و هناك واحدة من كل
أربع فتيات كاميرونيات تعرضت لهذه العملية المؤلمة و التي تحاول الأمم المتحدة و
المنظمات العالمية مكافحتها في أفريقيا مثل بقية العادات المؤلمة كختان الفتيات.
2 – عرب
الجاهلية كانوا يتركون نسائهم خلفهم عندما يذهبون للغزو ولكن مع الأسف نساء العرب
لم يكن أمازونيات إذ طالما تم سلبيهن بسهولة مع النوق و الجمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق