لعل أقدم أشكال التواصل الروحي بين الأموات والأحياء هي رؤية الميت في الحلم، فمعظم الناس مروا بتجربة من هذا النوع خلال أحلامهم، وهذه التجرية قد تبدو أحيانا من دون معنى وغير مترابطة، فتمر مرور الكرام وفي أحيان أخرى تكون من الواقعية إلى درجة التسبب فى الصدمة والذهول فالنوم يقال عنه الموت الأصغر فروح النائم تحلق فوق رأسه وتلتحم بسهوله مع عالم الأرواح
فصاحب الحلم تراه حائرا مرتبکا لایدری كيف يفسر سر ما رآهه آهی مجرد أضغاث أحلام أو أنه سقط عنه الغطاء وهو نائم كما يقول العامه وتعرضت مؤخرته للهواء وجاء بتخاريف لا يحكمها عقل أو منطق
وبالتالى سنسمع للكثير من القصص والحكايات التي تتحدت عن هذا النوع من الأحلام والتي لا تخلو معظمها من حكمة وموعظة وإليكم عينة من هذا النوع
- كان الابن يرى أبيه المتوفى فى المنام مضطربا قلقا عبوسا فيسأله عن حاله ويستفسر منه عن سر اضطرابه فيجييه الأب قائلا أنه يعيش فى أحسن حال ولكن يوجد شيئا يعكنن عليه ويضره فسأله ماهو فقال أنه فلان البقال القريب من بيتنا فقال له ماذا يفعل معك يا أبى قال أنه يسيئنى ويقلقل منامى وتكررت شكوى أبيه من البقال كلما زاره فى المنام أبيه فتعجب كيف هذا والبقال مازال يعيش ويقلق أبى الميت فقرر أن يزور هذا البقال ويتحدث معه فسأله عن أحواله وعلاقته بالمرحوم والده فسكت البقال على أستحياء فقال له أن والدك أخذ منى مبلغ من المال ولم يرده لى ومات وأنا على أستحياء أن أطلبه من ورثته فقال له كم هذا المبلغ قال ألف جنيه فذهب إلى منزله وأحضر له المبلغ ولم يعد يرى والده مره أخرى فى المنام ولكن بعد عدة أيام حضر له البقال وقدم له مائة جنيها وهو يرجوه أن يأخذها منه فقال له ماهذا المبلغ قال والدك حضر فى المنام وأحرق دكانى وبيتى فقد كذبت عليك فدين والدك 900 جنبها فقط وأنا أضفت المائة جنيها كأرباح على المبلغ فقال له هل والدى أستلف منك المبلغ كدين وأتفق معك أن يرده لك بربح ..قال لا فنحن أصدقاء اسلفه دائما ولم آخذ منه ربح أبدا خذ ياولدى المائة جنيها حتى أرتاح ويهدأ والدك فى تربته
-الإمام محمد بن سيرين هو أشهر من قام بتفسير الأحلام وله مؤلف واحد من أكبر أبوابه رؤية الميت فى المنام
ولتعرفه جيدا فهو شيخ الإسلام أبو بكر الأنصاري البصري مولى أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في آخر خلافة عمر، سمع أبا هريرة، وأنسًا، وابن عباس، وابن عمر وغيرهم من الصحابة، وروى عنه خلق كثير من التابعين. توفي رحمه الله بعد الحسن البصري بمائة يوم، سنة مائة وعشره من الهجره وهو من أشهر من قام بتفسير الأحلام ويوجد فى المكتبات عشرات من الكتب منسوبه إلى هذا العالم الجليل وهى غالبتها مدسوسه وأجتهادات نسبت إليه لتحقيق مال زائل وقيل فى كتب السلف عن موهبة أبن سيرين : أن رجلاً قص حلما عليه وطلب تفسيره فقال: رأيت كأن بيدي قدحًا من زجاج فيه ماء فانكسر القدح وبقي الماء، فقال له: اتق الله فإنك لم تر شيئًا، فقال: سبحان الله، قال ابن سيرين: فمن كذب فما عليَّ؛ ستلد امرأتك وتموت ويبقى ولدها.
فلما خرج الرجل قال: والله ما رأيت شيئًا ! فما لبث أن ولد له وماتت امرأته.
فلا تكذب عند قصك لرؤية رأيتها فلعنة الموتى ستلاحقك فى صحوتك ومنامك والصمت منجاة من كل شر.. وأن كان مارأيته خير أو شر فلا تقصص رؤياك على أحد
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمًا فَقَالَ:
«يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».رواه الترمذي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق