غرام زعبوله وزهيره
زبادى فى الخلاط
الحب يدخل للرجل عبر العينين، ويدخل للمرأة عبر الأذنين
زعبوله
مطرب مغمور ينزح إلى القاهرة ومعه عنوان أحد أقاربه فى شارع الحرمان والضنا ليبحث
عن فرصة للوصول إلى عالم الشهرة والأضواء ويتوسط له قريبه ليعمل فى بوفيه أحد
الفرق الغنائيه المتواضعه ليبدأ السلم من أوله وتشاء الظروف أن يغيب مطرب الفرقة
الأوحد سامح أسفلت بعد القبض عليه فى قاعدة كيف بقلعة الكبش ويجلس مدير الفرقة وهو
يندب حظه فى غرفة الكواليس وهو يسمع صريخ ونداء الجماهير: عايزين أسفلت... عايزين
أسفلت. فيصرخ فى مساعده أن تقوم (سونيا بسكليته) بتقديم وصلة رابعة لحين تدبر
الأمر..المساعد يقول : أنها تركت المسرح وأخدت فرقتها وهربت لأن عندها فرح فى
بولاق أرجوك أتصرف ياسيادة المدير قبل ما الجماهير ما تكسر المسرح. يضع المدير يده
على رأسه وزعبله يصب له القهوة و هو یندب حظه : آعمل آیه یاربی بیتی اتخرب یعتدل زعبزله
فی وقفته و یقول : انا يا أستاذ حغنى مكان سامح أسفلت
- أنت
يازعبوله.. أنت بتعرف تغنى ياض وساكت سمعنى صوتك كده..يااااليل
بس بس يخرب بيتك كل ده وكاتم فى نفسك .. يا حلمى
بسرعة لبسوه ويخرج حالا على المسرح وأطلب له الأسعاف من باب الأحتياط وغير الأسم
المنيل ده المهم الناس تنشغل بأى حاجة ماتعدى الليله دى على خير.. يلبس زعبوله
بدلة سامح أسفلت ويخرج للمسرح وهو واثق من نفسه بعد أن أهدته السماء هذه الفرصة
التى كان يحلم بها.. ويقوم المساعد بتقديمه بأنه المطرب الشاب الصاعد الواعد
إبراهيم الحالم ..ويبدأ فى الغناء والجماهير تقذفه بالكراسى وهي تهتف أنزل أنزل..
عايزين أسفلت .. عايزين أسفلت يتفادى الاصابات ويبدا فى الغناء وتبدا الجماهير فى
الهدوء رويدا رويدا.. ويعود التصفيق بعد أن جلجل صوته فى المسرح وملك أسماع
الحاضرين وأشتعل التشجيع بعنف والمدير غير مصدق فيسجد شاكرا لله مثل لعيبة الكوره وبعد أنتهاء الوصله يقبله
ويحتضنه وهو يقول : الأن نستطيع أن نعلن عن مولد نجم جديد فى عالم الطرب لفرقة
الغوازى الشعبيه.. ينظر زعبوله للمدير والدموع فى عينيه وهو يقول : یاربی الجمله
دی آنا سمعتها فی انهی فیلم قبل کده ويصادف وجود مدير الأوبرا ومدير الأذاعة فى
نفس الوقت وسيده جميله من سیدات المجتمع هی زهیره هانم السناکحلی التی تشجع الشو
باب ... یتنافس الجمیع للحصول على توقيعة وأعطائه الفرصة التى يتمناها ولكنه يفضل
أن يذهب مع الشحروره الجميله ذات الشعر الحرير وعلى الخدود يهفهف ويرجع يطير وتطلب
منه أن يغنى لها أغنيه من أغانيه فلا يمانع ويأخذها أمامه على البسكلته وهما
يغنيان سویا اغنیة العناب العناب ... حتی وجدا أنفسهم أمام کمین شرطه شبرا النمله
فتبرز المرأة
الجميله بطاقتها الشخصية وتطلب من الضابط أن يفتح لها الطريق ويعتذر للمطربالصاعد
الواعد بعد أن ضربه على قفاه بكل تواضع وأدب
وفى
اليوم التالی تظهر صورهما فی الجرائد کفضیحهٔ مدویه فی الوسط الراقی فیاتی جدها
السناكحلى باشا من الصعيد وهو مصمم على قتلهما ولكن المرأة الجميله تدعى بأنه مدرس
الميوزيكا وأنه غلبان وبيصرف على أخواته المشردين فيصعب عليه ويتركه ..وعندما تعلم
صديقتها اللدود جولنار أبو نبوت عن قصة الحب التى بينهما ترسل واحده صاحبتها ومعها
٢ عيال مفاعيص وتدعى بأنها زوجته وأم عياله وهى مريضه بالبلهارسيا والأنكلوستوما
والأجزيما وقد تخلى عنها وتركها ومعها الأولاد ولا يصرف عليهم.. وبذكاء المرأة
الجميله تطلب منها زهيرة هانم أن تطلعها على قسيمة الزواج فتجد أنها باسم زعبله
الحنين فتقول لها : أنت كدابه ده أسمه إبراهيم الحالم يانصابه فتقول لها: لأ ده
أسم الشهره ياحبيبتى ولكن أسمه الحقيقى زعبله الحنين حتى بأمارة أن عنده وحمه
سوداء فى أحمر تحت السره.. فتستغرب زهيرة هانم من هذه المعلومه التى لا يعرفها أحد
غيرها وتضع يديها على وجهها وهى تقول صح .. ياخاين أن ماوريتك يازعبوله الكلب وفى
اليوم التالى تقوم بعمل حفله تدعوا فيها الصحفيين لتعلن عليهم نبأ هام بأن المطرب
الذى تبنته كان مجرد دعابه ونكته وخلصت ( فنيتو) ولكن زعبوله الحنين تغلب على هذه
الصدمه ووقف یغنی و هی تراقبه من خلف الستار وهى تتوجع و تتلوی علی حبها الذی ضاع وهو يبدع
ويلعلع وبعد ان تنتهى وصلته الغنائيه يقف وهو يجز على أسنانه ويكشف صدره فى اتجاه
القبله ويدعو عليها : أن ماوريتك يازهيره أن ماخلیتك تزحفی علی أیدیکی ورجلیکی و تقولى
نووو... نوو ما بقاش انا زعبوله الحنين .. ويخرج زعبوله من الحفل لمقابلة مدير
المسرح الأستاذ فتوح العايق الذى يوقع معه عقد أحتكار ويأخذه فى رحلة فنيه طويله
فى طنطا وشبين والسنبلاوين وطلخا وزفتى وكانت حفلة طلخه مذاعة على الهواء فتركب
زهيرة عربتها الأمريكانى وتنطلق بسرعة الصاروخ على الطريق الزراعى لمصالحته
والأعتذار له بعد أن عرفت المقلب الذى شربته من صاحبتها جولنار أبو نبوت وتفتح
راديو السياره فينساب صوت زعبله كالحرير وجماهير طلخا تصفق له ودموعها تنهمر
كالمطر و فجأة تسطع کاشافات اللواری والنص نقل فی عینیها الدامعة فتزغللها فتختل
فی يدها عجلة القيادة فتنقلب بها العربة وتصطدم بشجرة وتنقل إلى المستشفى بين
الحياة والموت
ومنظر
البالونه السوداء أياها فى غرفة العمليات وهى تنتفخ وتفسيى.. حتي فست تماما وينظر
الأطباء لبعضهم فى هلع فيصرخ كبير الجراحين وهو ينادى أربط البلف ياحمار ويتصبب
عرقا وتمسح الممرضه جبينه بذيل جيبتها فينظر إلى ساقيها المرمريه ويشكرها ويطلب
منها أن تعدى عليه فى المكتب بعد العمليه لمنحها جائزة على أخلاصها وتفانيها فى
العمل.. ثم بدأت الكوره السوداء تنتفخ ببطء وعلى وجه الجميع القلق ثم تعود للعمل
من جديد وسط صيحات الأنتصار ونجاح العمليه .. يقف زعبوله خارج غرفة العمليات وهو يدعو
الله أن ينقذها ومعه جدها السناكحلى باشا وهو يضرب قرعته فى الحائط. ويخرج الدكتور
وهو يبشرهم بنجاح العمليه ولن تظهر النتيجه النهائيه الا بعد أن يفكوا من على
وجهها الشاش بعد أسبوعين وتمر الأيام وزعبوله قايم نايم قاعد تحت رجلين زهيره وهو
يبكى أحيان ويغنى أغانى حزينه ومقندله بنيله وهو يمسك صورة زهيرة بيد والعود بید
آخری... وجاء میعاد فك الشاش عن وجهها و یبدأ الدکتور فرماوی بفك الشاش واحده
واحده والكل يراقبه وهو بمنتهى التناحة يفك الشاش ببطىء قاتل حتى يصل للنهايه
فينفجر الجميع فى البكاء فقد بدا وجه زهيرة مشوها وبدون مناخير.. تتحسس زهيرة
وجهها فلم تجد مناخيرها فتصرخ صرخات هستيريه فتجرى عليها الممرضات ويكتفوها وبنظرة
من الدكتور يقوموا بأعطائها حقنه مخدره.. ويجتمع كبير الجراحين مع الأطباء الذين
قاموا بعمل العمليه وهو يوبخهم .. عن عدم أحتراسهم وأهمالهم فى تثبيت مناخير زهيره
وهو يتسائل
- ماذا
نفعل الأن حنجيب لها مناخير منين دلوقتى جدها واقف بره وفى أيده الفرفر( المسدس)
وممكن يقتلنا ومالناش ديه ده باشا مش عارفين يعنى أيه باشا يا غجر..فيهمس نائبه فى
أذنه والمدير يهز رأسه .. تفتكر حتنفع .. النائب يرد : صدقنى ياباشا عليا الطلاق
حتنفع . جهزوا أوضة العمليات وأنقلوا زهيرة فورا... فی نفس الوقت یمشی زعبوله فی
حدیقة المستشفی و هو یغنی : منخار .. منخار منخار ...(على وزن جبار جبار ) ضیی
المناخیر والشارع الطویل فکرنی یا حبیبی آجیب لك مناخير ألخ
وبعد
أجراء العمليه الثانيه يجتمع المدير مع الأطباء: أيه الأخبار ؟ > كله تمام
ياريس الحمد لله أن أحنا وجدنا مناخيرها الأصليه واقعة فى دواسة العربيه بس خلايا
الشم ماتت عموما أتصرفنا زرعنا مكانهم خلايا جديده أخدناها من الكلب اللولو بتاعها
> وجسمها ما رفضهاش !! > يرفضها ازاى ياريس .. ده كلبها وحته منها.. الأنتيم
بتاعها يافندم..
- برافو عليكم عرفتوا تتصرفوا يارب مايكنش
فيه نصيبه تانيه أنا مش ناقص مشاکل مع السنکاحلی باشا تخرج زهيرة هانم من المستشفى
بعد أن تعافت وردت لها الصحة وهى تتوكأ على كتف زعبوله ويركبا السياره وفى الطريق
تفتح النافذه وترفع أنفها لأعلى وهى تتشمم الهواء ثم ترغى وتزبد بلغة غير مفهومه
مثل هوهوة الكلاب وتأمر السائق ليقف على جانب الطريق وتنطلق فى الشوارع والأزقه
وورائها زعبوله - والسواق حتی توقفت آمام خرابه بها عدد کبیر من الکلاب التی بمجرد
آن شاهدتها جرت الذکور فی اتجاهها وهى تهز ذيولها فرحا وطربا بها ونبحت عليها
الأناث غضبا وغيظا ثم تعود و ورائها عشرات الکلاب البلدی الی السیارة و ترکب ومعها
عدد لا باس به منهم ولم يجد زعبوله له مكان فيقف حائرا وحيداً في الشارع وهو يقول
: انه حقا زمن الكلاب الحب بلا إخلاص بناء بلا أساس أن تكون أول حبيب للمرأة لا يعني شيئاً، ينبغي أن تكون حبيبها الأخير، الحب
كالمركب، إذا حمل أكثر من واحد غرق.وتظهر
النهايه وتضاءالانوار ومعها نباح الكلاب تعبيرا عن سعادتهم بهذه النهاية السعيده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق