الحلقة رقم (20)
عروسة عم عبده
عم عبده توفيت زوجته منذ خمس سنوات وعاش وحيدا فى سن الشيخوخه وقد تعدى الثمانية والستين عاما فانتقل أبنه وزوجته وأبنائه للأقامه معه بعد أن باع شقته التى أهداها له ليخفف عنه مرارة الوحده ..وأنكمش فى غرفته التى عاش فيها مع المرحومه زوجته لايتحدث مع أحد فقد كانت أسرة أبنه لاتتفق مواعيد أستيقاظها ونومها مع عاداته التى أعتاد عليها من سنين بعيده
وأصبح هو الممول الرئيسى لمصاريف وأحتياجات البيت دون أن يبدى أى أعتراض ..وكانت فرصته الوحيده للألتقاء بأصدقائه والحديث معهم كان بعد صلاة الفجر ليجلس أمام بيته ويتسامر معهم ولا يتركهم ليعودوا إلى بيوتهم قبل طلوع الشمس فيصعد إلى شقته ويفطر ويشرب الشاى وينام حتى صلاة الظهر ويستمر فى نشاطه فى قرائة الصحف والصلاة وقرائة القرآن حتى ميعاد نومه بعد صلاة العشاء بقليل ..وله مشوران المشوار الأول عند صرف معاشه أول كل شهر والمشوار الأسبوعى لشراء تموين البيت من خضروات وفاكهه ولحوم ودجاج كل أسبوع ليعمر ثلاجة زوجة أبنه ..وغير ذلك لايكون ألا تأدية واجب عزاء أومناسبه عائليه وهذا قليل جدا فى محيط عائلته
أشار أصدقاء عم عبده عليه بالزواج وعرضوا عليه العديد من العرائس من أرامل ومطلقات فوق سن الأربعين فى الوقت التى أزدادت حالته سوء من موجات الأكتئاب التى أنتابته وأثرت على حالته الصحيه وأصبح فى أشد الحاجه إلى سيده تملء فراغ حياته وتساعده فى رحلة الحياه
رفض عم عبده السيدات اللاتى يفرضن شروطهن والسيدات صغيرات السن لقد كان يبحث عن سيده تقاربه فى السن تكون كونيس له فى وحدته ذات خلق ودين وليس عندها أولاد
وأخيرا وبعد بحث وطول أنتظار وجد ضالته التى يبحث عنها فى قريته المطله على ساحل البحر فلم يتوانى بأن يقوم بزيارة بلدته التى غاب عنها منذ عشرات السنين..ويوفقه الله فى سعيه
فهى أمرأة تبلغ الخامسة والستين مات عنها زوجها ولا يوجد لديها أولاد وحيده هى الأخرى لا عائله ولا ولد ولا سند تقوم فى القريه بتحفيظ القرآن لأبناء وسيدات القريه وعندما عرض عليها الجواز والأقامه فى القاهرة مع ولده وأسرته وافقت ولم تملى أى شروط كعادة ستات البندر
فقام بأعطائها مهرها وكتب عليها فى نفس اليوم ودخل بها فى اليوم التالى وقضى أسبوع معها فى القريه وأصطحبها معه إلى القاهرة
شافت الأمرين من زوجة أبنه لتطفشها ولكنها كانت عاقلة وصبوره ولم تثير أى مشاكل وكانت الأبتسامه لا تفارق وجهها وكانت صوامه قوامه لاتترك الفرض ولا يفارقها كتاب الله
أحبها عم عبده وأجبرت الآخرين على أحترامها وأصطحبها عم عبده معه فى كل مواقيت الصلاة بالمسجد ..وتآلفت مع سيدات المسجد وقامت بتحفيظهن كتاب الله فى البيوت وأصبحت عروس عم عبده من الشخصيات القياديه المحببه فى الحى تروح وتغدو وهى تمسك فى يد عم عبده وتأرجحها كأنهم شباب لايتعدى العشرينات وفى شهر عسل دائم وأشرق نور الأيمان فى وجهها الصبوح وتعافى عم عبده وأصبح ليس قى حاجه للجلوس أمام بيته بعد صلاة الفجر وحوله أصدقائه فقد جائت من ملئت حياته بعد أن كان على أعتاب الموت
ودوام الحال من الحال وأقبل مفرق الأحبه والخلان ..فيمرض عم عبده سريعا ويرسل فى طلب أبنائه ليوصيهم خيرا بتلك السيده العظيمه ليتوفى عم عبده فى منتصف رمضان وتشيع جنازته وكان معظم المشيعين من تلاميذ هذه السيده
وبعد الأربعين تجمع ملابسها وحاجياتها لتعود إلى بلدتها ويرفض أبناء عم عبده تركها ويتمسكون بها لتعيش بينهم بعد أن أستباركوا بها وحبوها
وفى كل عيد أم تجد أطفال الحى بالعشرات وهم يتدفقون إلى بيتها لتقديم هداياهم لها
عروسة عم عبده
عم عبده توفيت زوجته منذ خمس سنوات وعاش وحيدا فى سن الشيخوخه وقد تعدى الثمانية والستين عاما فانتقل أبنه وزوجته وأبنائه للأقامه معه بعد أن باع شقته التى أهداها له ليخفف عنه مرارة الوحده ..وأنكمش فى غرفته التى عاش فيها مع المرحومه زوجته لايتحدث مع أحد فقد كانت أسرة أبنه لاتتفق مواعيد أستيقاظها ونومها مع عاداته التى أعتاد عليها من سنين بعيده
وأصبح هو الممول الرئيسى لمصاريف وأحتياجات البيت دون أن يبدى أى أعتراض ..وكانت فرصته الوحيده للألتقاء بأصدقائه والحديث معهم كان بعد صلاة الفجر ليجلس أمام بيته ويتسامر معهم ولا يتركهم ليعودوا إلى بيوتهم قبل طلوع الشمس فيصعد إلى شقته ويفطر ويشرب الشاى وينام حتى صلاة الظهر ويستمر فى نشاطه فى قرائة الصحف والصلاة وقرائة القرآن حتى ميعاد نومه بعد صلاة العشاء بقليل ..وله مشوران المشوار الأول عند صرف معاشه أول كل شهر والمشوار الأسبوعى لشراء تموين البيت من خضروات وفاكهه ولحوم ودجاج كل أسبوع ليعمر ثلاجة زوجة أبنه ..وغير ذلك لايكون ألا تأدية واجب عزاء أومناسبه عائليه وهذا قليل جدا فى محيط عائلته
أشار أصدقاء عم عبده عليه بالزواج وعرضوا عليه العديد من العرائس من أرامل ومطلقات فوق سن الأربعين فى الوقت التى أزدادت حالته سوء من موجات الأكتئاب التى أنتابته وأثرت على حالته الصحيه وأصبح فى أشد الحاجه إلى سيده تملء فراغ حياته وتساعده فى رحلة الحياه
رفض عم عبده السيدات اللاتى يفرضن شروطهن والسيدات صغيرات السن لقد كان يبحث عن سيده تقاربه فى السن تكون كونيس له فى وحدته ذات خلق ودين وليس عندها أولاد
وأخيرا وبعد بحث وطول أنتظار وجد ضالته التى يبحث عنها فى قريته المطله على ساحل البحر فلم يتوانى بأن يقوم بزيارة بلدته التى غاب عنها منذ عشرات السنين..ويوفقه الله فى سعيه
فهى أمرأة تبلغ الخامسة والستين مات عنها زوجها ولا يوجد لديها أولاد وحيده هى الأخرى لا عائله ولا ولد ولا سند تقوم فى القريه بتحفيظ القرآن لأبناء وسيدات القريه وعندما عرض عليها الجواز والأقامه فى القاهرة مع ولده وأسرته وافقت ولم تملى أى شروط كعادة ستات البندر
فقام بأعطائها مهرها وكتب عليها فى نفس اليوم ودخل بها فى اليوم التالى وقضى أسبوع معها فى القريه وأصطحبها معه إلى القاهرة
شافت الأمرين من زوجة أبنه لتطفشها ولكنها كانت عاقلة وصبوره ولم تثير أى مشاكل وكانت الأبتسامه لا تفارق وجهها وكانت صوامه قوامه لاتترك الفرض ولا يفارقها كتاب الله
أحبها عم عبده وأجبرت الآخرين على أحترامها وأصطحبها عم عبده معه فى كل مواقيت الصلاة بالمسجد ..وتآلفت مع سيدات المسجد وقامت بتحفيظهن كتاب الله فى البيوت وأصبحت عروس عم عبده من الشخصيات القياديه المحببه فى الحى تروح وتغدو وهى تمسك فى يد عم عبده وتأرجحها كأنهم شباب لايتعدى العشرينات وفى شهر عسل دائم وأشرق نور الأيمان فى وجهها الصبوح وتعافى عم عبده وأصبح ليس قى حاجه للجلوس أمام بيته بعد صلاة الفجر وحوله أصدقائه فقد جائت من ملئت حياته بعد أن كان على أعتاب الموت
ودوام الحال من الحال وأقبل مفرق الأحبه والخلان ..فيمرض عم عبده سريعا ويرسل فى طلب أبنائه ليوصيهم خيرا بتلك السيده العظيمه ليتوفى عم عبده فى منتصف رمضان وتشيع جنازته وكان معظم المشيعين من تلاميذ هذه السيده
وبعد الأربعين تجمع ملابسها وحاجياتها لتعود إلى بلدتها ويرفض أبناء عم عبده تركها ويتمسكون بها لتعيش بينهم بعد أن أستباركوا بها وحبوها
وفى كل عيد أم تجد أطفال الحى بالعشرات وهم يتدفقون إلى بيتها لتقديم هداياهم لها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق