زواج فى أشارة المرور
يرن جرس الباب ..يفتح متولى ليجد أمامه (حامد ) ابن أخته المصاب بشلل أطفال بقدمه اليسرى شاب مهندس فى الأربعين من عمره كله حيوية وشباب بالرغم من الأعاقه ولكنه أعزب لم يجد الأنسانه التى تشاركه رحلة الحياة بأعاقته الظاهره
يرحب به متولى ويعانقه ويدخل به إلى الصالون وهو يلقى بكلمات الترحيب بحرارة فقد مضت فتره طويله لم يتقابلا
تفيده من الداخل: مين يا متولى ؟؟
متولى : تعالى ياتفيده ده حامد بنت أختى
تفيده : يا أهلا وسهلا منور يا بنى أزيك وأزى أحوالك فينك من زمان يابنى
حامد : فى الدنيا يا حجه ومشاغل
تفيده : ما يمنعش يابنى أنك تسأل على خالك وولاد خالك ..أنت ما تعرفش معزتك عندنا قد أيه ..يا أهلا وسهلا ..أستنى لما أجيب لك حاجه حلوه أنا عملاها
حامد : كتر خيرك يا حاجه أنا مستعحل شويه علشان عندى كذا مشوار عايز أخلصهم الليله دى ..وأنا جاى مخصوص علشان أدعيكى أنت وخالى وصفاء ومحمود لحفل زفافى فى ثانى أيام عيد الفطر
متولى : الف ألف مبروك( ويقوم بأحتضانه بحب وود ) أخيرا يا حامد لقيت أللى بتدور عليها ..مين بقى سعيدة الحظ
حامد : والله يا خالى دى حكاية ..حصلت كده ولا كان على البال والخاطر ..زى مايكون ربنا مرتبها من عنده أنى أقابل( أبتسام)
متولى : أسمها أبتسام أسم جميل ..كمل يا حامد..أخيرا فرحتنى يابنى
حامد : أتقابلنا فى أشارة المرور فى ميدان العباسيه ..كانت راكبه عربيتها وماشيه بيها وفردة الكاوتش الخلفيه نايمه وبالرغم من كده مستمره فى القياده وبدون أن تدرى ..أقتربت منها بعربيتى وأشرت لها بأن العجله نايمه ..بصيت نا حيتى بغيظ ظنا منها بأنى أعاكسها ..أشاور لها بأن تتوقف حتى لا تتلف الأطار وهى تنظر ناحيتى بقرف وعدوانيه حتى توقفنا سويا فى الأشارة ..فقلت البنت دى مجنونه دى فاكره أنى بعاكسها فنزلت من عربيتى وأشرت لها على الأطار المعطوب ..فنزلت من العربه ونظرت أليه ووقفت فى حيره ماذا تفعل فى هذا المأزق
فقلت لها :ما تشليش هم أركنى على جنب وأنا أغير لك الأستبن فنظرت ناحيتى وعلى قدمى ورفضت أن أقوم بهذا العمل
فقلت لها ما تقلقيش أنا باعرف أغيره ..وافقت وهى متضرره من أقوم بهذا العمل لوحدى وطلبت مشاركتها معى فى تغيير الأستبن ولكنى رفضت ..فوقفت تتفرج عليا وأنا أغيره وهى تناولنى مفتاح العجل ومسامير التثبيت حتى أنتهيت تماما من هذا العمل ظلت تشكرنى وتشاور لى أن أتبعها وهى لآتتحدث بكلمه واحده ..كانت جميله ورقيقه وقد دخلت قلبى من أول نظره ..قلت فى نفسى لربما تكون أجنبيه ولا تفهم اللغه العربيه ..فتحدثت معها باللغة الأنجليزيه وهى تشاور لى بعدم الكلام ..قلت أكلمها فرنساوى برضه مش فاهمه ..فقلت لها بالعربى طب أنتى عايزه أيه.
ولكنها أشارت لى بأن أتبعها من غير كلام..
تفيده : حاجه غريبه قوى تكونش يابنى خرساء وأنت مش فاهم
حامد : هى طلعت فعلا خرساء ..فهمت فى الأخر من لغة الأشارات ...ولكنها كانت تقرأ لغة الشفايف بمهارة لدرجة أنى أعتقدت أنها خجوله ولاتريد التحدث معى
متولى : وبعدين يا حامد
حامد : فضلت ماشى وراها لحد مادخلت مدينة نصر وتوقفت فى أحد الشوارع الهادئه وأشارت لى بالنزول ..وافهمتنى بأنها بكماء وصماء وسألتنى هل أنا متزوج أو مرتبط ..فقلت لها بأ نى أعزب وعمرى أربعين سنه وأعمل مهندس فى هيئة النقل العام فأبتسمت أبتسامه رائعة وأفهمتنى بعد جهد بأن هذه الأبتسامه تعنى أسمها بعد أن أخرجت بطاقتها الشخصيه فأجد أسمها هو أبتسام وأنها تعمل فى مدرسة للصم والبك وأنها لم تتزوج بعد ..ثم سألتنى بالأشاره بأنها تريد أن تتزوجنى هكذا بكل بساطه وأنها معجبه بى وتريد أن تقدمنى لأهلها ..وأذا وافقت
فعلى أن أحضر معها الأن لمقابلة أبيها وأذا لم أوافق فأنها تعتذر عن تعطيلى وتتمنى لى حياة سعيده
تفيده : يا حبيبتى يا بنتى ..دى ماتفرطش فيها أبدا ياحامد
حامد : لم أتردد فى مصاحبتها لأقابل أبيها وأصعد معها إلى منزلها فأجد نفسى أمام أسرة طيبه متدينه ويرحبوا بى وتختلى بوالدها وتشرح له الموضوع
يرحب بى الرجل وهو سعيد بى وحاولت أن أشرح له سبب أعاقتى وعدم تأثيرها
فى حياتى وعلاقتى مع الناس ..يضع الرجل يده على فمى ليمنعنى من الأستمرار فى الحديث ..ويقول يكفى أنك أختيار أبتسام..وأنا أعلم أن أبتسام أختيارها سليم
فقد رفضت الكثير من العرسان الذين تقدموا لها
وبعد التعارف أصر أهل العروس على دعوتى إلى مائدة الأفطار
وبعد أن صلينا جميعا صلاة العشاء أتفقنا على كافة تفاصيل الزفاف وقامت أبتسام لتصلى صلاة الشكر لله
متولى : نصيبك يابنى جالك لحد عندك ...ألف مليون مبروك
حامد : بالمناسبه دى صورة أبتسام أهيه
متولى : الله زى القمر وباين عليها الصلاح ربنا يبارك لك فيها
تفيده : ورينى كده يا متولى ( تنظر إلى الصورة وتقبلها ) عروستك حلوة يا حامد
دى عطيه من ربنا فحافظ عليها وحطها جو عنيك أصلك طيب وأبن حلال
حامد : ونعمه بالله .. عارفه لما تشفيها يا حاجه حتحبيها على طول
متولى : ربنا يوفقك يا حامد أنت تستاهل كل خير
حامد : خلاص ياجماعة أستناكم تانى يوم العيد وآدى العنوان
تفيده : خطوبه ولا كتاب
حامد: زفاف ياحاجه ..شقتى جاهزه من مجاميعه
متولى : خير البر عاجله .. فالطيبون للطيبات
تمت وكل عام وأنتم بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق