هذه القصة كما ذكرها الجبرتى تقول أن سكان القاهرة أنتشرت بينهم أخبار تؤكد ظهور عنزه صعدت المأذنه لمسجد السيده نفيسه وهى تكلم الناس وتدعوهم لفعل الخيرات وتبدأ الحكاية عندما كان عدد من الجند المصريين قد وقعوا فى أسر الفرنجة فقرروا أن يدعوا الله ويتقربوا لأهل البيت بالدعاء ونحر عنزه للسيده نفيسه.. فرفض السجان الرومى هذا وأخذ منهم العنزه وفى الليل تجلت له السيده نفيسه فى المنام أن يفك أسرهم حتى لا يقع له مكروه فى نفسه وأهل بيته وفى الصباح أطلقهم ورد لهم عنزتهم وأعطاهم بعض المال ليعودوا لوطنهم بعد أن شاهد العنزه وهى تتكلم وتأمره بذلك ..وعاد الجنود إلى مصر وذهبوا بالعنزة إلى مسجد السيده نفيسه وهم يحتفلون بعودتهم وأستقبلهم الشيخ عبد اللطيف وهو من خدام المسجد وأكد على صدق روايتهم فسلموه العنزه وربطها فى غرفة ونسج حولها القصص والأقاويل وبأنها عنزه مباركة من يطعمها ويكسيها يفتح له الله الأبواب المغلقة ويرزقه من حيث لا يحتسب وأن هذه العنزة تصعد لأعلى المأذنه فى صبيحة كل يوم جمعة وهى تدعو لله لمن اكرمها .. وكان رجلا خبيثا فقد أعلن بأن العنزة لا تاكل ألا اطايب الطعام والسكر والفستق المقشر وتشرب ماء الورد فأمتلئت خزائنه بأطايب الطعام والحرير والقلائد ووضع تسعيرة لكل من يريد رؤية العنزه أبتداءً من الرؤيه وأنتهاء بالمسح على جسدها المبارك وكل بثمنه وتسابقت الأميرات فى عمل القلائد الذهبيه لترتديها عنزة الشيخ عبد اللطيف
وعلم الأمير عبد الرحمن كتخدا بالأمر وكان رجل حازم.. فأرسل فى طلب الشيخ عبد اللطيف حتى يتمكن الحريم فى قصره بالتبرك بها ..فسعد الشيخ وحمل العنزه فوق بغلته وسار خلفه حشد كبير من مشايخ الطرق الصوفيه والمشعوزين والزمر والطبول والبيارق والدفوف حتى قصر الأمير المجاور لمسجد أحمد أبن طولون ودخل القصر وهو فخور فأجلسه الأمير بجواره وأستسمحه فى حمل العنزه إلى جناح الحريم فوافق وهو سعيد ولكن العنزه حملت إلى الطباخين الذين قاموا بذبحها وطهيها وتقديمها فى سماط كبير أمام الأمير وحاشيته ودعى الشيخ عبد اللطيف للطعام وأكل معهم وهم يزيدون فى أكرامه ليأكل أكبر قدر من لحم الماعز
وعندما أنتهى من طعامه طلب المعزه ليعود إلى المقام والمريدين فرد عليه :أى معزه يارجل فقال: المعزه المباركة التى فى غرف الحريم.. فضحك الأمير وقال أنها فى بطنك الأن أيها الفاسق الفاجر وأمر غلمانه بضربه 60 عصى على قدميه وأمر بجلد العنزه وطرحوه على عمامته وأخذه الجنود وطافوا به شوارع القاهرة ليكون عبرة لكل نصاب محتال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق