14- البقرة المقدسة

ورد فى اساطير بلاد العجم  بأن اختيار الملوك كان بواسطة كهنة المعبد الذين يشترطون فى الملك التقوى والصلاح والأمانة والصدق وبعد مراسم التنصيب للملك الجديد تسلم له البقرة المقدسة لتعيش فى حديقة قصره وهى بقره مسحوره تصدر صوتا عاليا يسمعه جميع الرعية عندما يقع الملك او احد من عائلته او وزرائه فى خطيئة مثل الكذب أوعدم الأمانة والظلم والأستبداد والفساد الذى يضر العباد وكانت هى مؤشر التقوى والصلاح لأى ملك يجلس على العرش ولو خارت  وصدر منها العواء سبعة مرات خلال فترة حكمه ينعقعد مجلس الكهنة على الفور لخلع الملك وأختيار ملك جديد

الوزير(هيمان) كان يطمع فى العرش ولم يقع عليه اختيار كهنة البقرة المقدسة وعلم (مسخرون) التاجر اليهودى برغبة هيمان الشديدة فى الحكم  فتقدم له فى الديوان وطلب الحديث على انفراد

- معالى الوزير هيمان علمت من بعض الخاصة والعوام بأن لك رغبة فى اعتلاء عرش البلاد وعندى لك خطة لاتخر الماء .. بشرط ان تجعلنى من المقربين ومن رعاياكم المنعمين

-       لك ماتقول واكثر ..هات ماعندك يامسخرون

-       اولا ستزور كهنة المعبد مرتين فى الأسبوع وتكثر من عطاياك عليهم وتعشمهم بالوزارة وتولى الأمارة فى عهدك وتغدق عليه بالمال الكثير وتجعلهم يسبحون فى انهار العسل وتعدهم بتحقيق مايريدون عندما يختاروك ..-رشوه يعنى يا مسخرون ..- لماذا تقول عليها رشوة ليه ماتبقاش أكرامية او منحة للجهود الأضافية سمها ماشئت يامولاى

-       هذا من أمر الكهنة فماذا من أمر البقرة

امرها سهل وبسيط قم بتعيين كل ماهو فاسد ولعين فى بلاط الملك الحالى وأنشر من حوله الظلم والكذب والبغضاء والفساد ..ستخور البقره بدل المرة سبعمائة مرة وسيخلع الملك وسيختارك كهنة المعبد المرتشون .. أما البقرة دع امرها لى بعد جلوسك على العرش وقم بتعيينى وزير شئون البقره  ..اتفقنا ..أتفقنا.

-       ..ولم يمضى سوى 3 أشهر الا وكان هيمان يجلس على العرش وأنتقلت البقرة المقدسة إلى قصره ولم يمضى أسبوع وبدأت البقرة فى الخوار فأرسل فى طلب مسخرون

-       اتصرف يا مسخرون شوف حل فى البقرة

اعذرنى يا مولاى فقد كنت أجهز لها سجن تحت القصر وكمامة تغلق فمها للأبد وتعيش مطمئن مرتاح البال (يأخذ مسخرون البقرة إلى سجنها الجديد تحت قصر هيمان ويكمم فمها ولم تمر بضعة أيام ألا وسمعوا خوار كقذف القنابل فأرسل هيمان يطلب مسخرون يستفسر عن هذا الخوار الجديد )

-       حفظ الله الملك فالبقرة اللعينة أصبحت تخور من فتحة الأخراج .. سنعالجها  وسنركب لها سدادة من الحديد يامولاى ( ومضت سنتان ولا يسمع للبقرة خوار وزاد فساد هيمان وأسترد عطاياه من كهنة المعبد وفرض الصكوك والمكوث على خلق الله والتجار وأصبحت الحاله من سيئ إلى أسوء والرعية تدعوا الله ليل نهار أن تخور البقره للتخلص من هذا الظالم الفاسد

-       يدخل مسخرون على هيمان وهو منزعج : مولاى أمر خطير فالبقرة أنتفخت كالبالون لدرجة أننا غير قادرين على فتح الأبواب ومن الممكن أن تنفجر فى أى وقت   وينفجر معها القصر ويفنى كل من فى المكان ..
- نقتلها يامسخرون..
- لا تستطيع يامولاى فقتلك لها هو نهاية لك ولا يوجد أمامك سوى الهرب لأى مكان..وأنا مهمتى أنتهت مع بقرتكم المقدسة... باى باى